سورة سبأ - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)}
{فَضْلاً} نبوة، أو زبوراً، أو قضاء بالعذاب، أو فطنة وذكاء، أو رحمة الضعفاء، أو حسن الصوت، أو تسخير الجبال والطير {أَوِّبِى} سبحي معه «ع» أو سيري «ح»، والتأويب سير النهار كله، أو سير الليل كله، أو سير النهار كله دون الليل. أو رجِّعي معه إذا رجع {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} فكان يعمل به كالعمل بالطين لا يدخله النار ولا يعمل بمطرقة.


{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)}
{سَابِغَاتٍ} دروعاً تامة. إسباغ النعمة تمامها {وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ} عدل المسامير في الحِلَق فلا تصغرها فتسلس ولا تعظم المسمار وتصغر الحلقة فتنقصم الحقلة، أو لا تجعل الحلق واسعة فلا تقي صاحبها. والسرد المسامير التي في الحلق من سرد الكلام سرداً إذا تابع بينه ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة سرد وواحد فرد، أو النقب الذي في الحلق «ع» فكان يرفع كل يوم درعاً يبيعها بستة آلاف درهم ألفان لأهله وأربعة آلاف يطعم بها بني إسرائيل خبز حواري {وَاعْمَلُواْ صَالِحاً} قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر «ع»، أو جميع الطاعات.


{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)}
{غُدُوُّهَا} إلى نصف النهار شهر {وَرَوَاحُهَا} إلى آخره شهر في كل يوم شهران. قال الحسن: كانت تغدوا من دمشق فيقيل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر للمسرع وتروح فيبيت بكابل وبينهما شهر للمسرع {عَيْنَ الْقِطْرِ} سال له القِطر من صنعاء اليمن ثلاثة أيام. كما يسيل الماء، أو هي عين الشام والقطر النحاس «ع»، أو الصفر {بِإِذْنِ رَبِّهِ} بأمر ربه. {يَزِغْ} يمل {عَنْ أَمْرِنَا} طاعة الله تعالى، أو ما يأمر به سليمان عليه الصلاة والسلام لأن أمره كأمر الله {نُذِقْهُ} في الآخرة، أو الدنيا ولم يُسخِّر منهم إلا الكفار فإذا آمنوا تركهم وكان مع المسخرين ملك بيده سوط من عذاب السعير فإذا خالف سليمان ضربه بذلك السوط {السَّعِيرِ} النار المسعورة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8